دعيج الصباح: حبالٌ لا تنقطع



دعيج الصباح
دعيج الصباح
تأمَّل نفسك جيداً، وفكّر ملياً في تلك الأيادي الماهرة التي تعبت وأبدعت وبرعت في تقديم هذه الخدمات الكبيرة إليك..


بعضُ هذه الأيادي، صاغ لك ساعتك، وبعضُها نسج ثيابك، بعد أن سبقتها أيادٍ كثيرة في تهيئة المادة الخام التي صُنعت منها تلك الثياب.


وتأمل ما حولك، لتجدَ أن كل الموجودات ليست إلاّ صنيعة عددٍ كبير من الأيدي التي بذلت جهوداً لا حدود لها، لتساهم في سدّ حاجاتك، وتهيّء لك حياة رغيدة.
هذه الأيدي بحاجة إلى تواصلك معها، لتظلّ مسيرة الحب في هذه الحياة، تشقّ طريقها نحو الخلود، ولتظل القلوب مفعمة بالأمل، لتكتمل صورة وجودنا في هذا العالم، وتتأكد ملامح إنسانيتنا، فتترك بصمتها على صفحات الوجود.
ومن المؤكد أنك غير قادر على إقامة علاقة مودّة وتواصل مع كل الذين يقدمون خدماتهم لك، سواء عرفتهم أم لم تعرفهم، لكن المطلوب أن تفسح مكاناً واسعاً في قلبك، لكل هؤلاء الذين يجتهدون ليسعدوا الآخرين. وأن تنير لهم في أعماقك شمعة وفاء لا تنطفىء، مهما داهمتها رياح الغضب والتوتر والنفعال، ليبقى ضوؤها يملأ الآفاق، وحاذر أن تسيء يوماً إلى إنسان ما، فقد يكون أحد هؤلاء الذين قدموا لك ذات يوم خدمة.. وأنت لا تدري.
لاجىء عاطفي:
أسامحك وأدري ذنوبك كثيرة
ما أقدر بغير الود.. والحب أجازيك
            الشيخ دعيج الصباح